الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

من هو الشهيد كمال الحساني ؟


ولد الرفيق الشهيد كمال الحساني بمدينة بني بوعياش يوم 02 دجنبر 1983 من عائلة متوسطة؛ وحاصل على شهادة الباكالوريا في صيف 2006، والتحق بجامعة محمد الأول في الموسم الجامعي 2006/2007، وسجل في كلية الحقوق في شعبة القانون الخاص التخصص الجنائي، وحاصل على الإجازة في الموسم 2009/2010.
وكان مناضلا في صفوف فصيل الطلبة القاعديين وتحمل المسؤولية مع الطلبة.
وبعد حصوله على الإجازة التحق بالجمعية الوطنية لحملة الشواهد بالمغرب والذي يعتبر من بين أبرز المناضلين في صفوف الجمعية وأخر مشاركة له كانت في الدار البيضاء ضمن المسيرة الوطنية للمعطلين والتي اختتمت يوم 26 أكتوبر قبل يوم من استشهاده.
كما كان عضو نشيط في صفوف حركة 20 فبراير والذي يعتبر من أبرز مناضلين لهذه الحركة واستشهد بعدما كان في صدد التهييء للاجتماع لحركة 20 فبراير قبل أن يفاجئهم شخص بلطجي مدفوع من طرف النظام ليضع له حداً في الحياة
لكن رغم القمع والاعتقالات والاغتيالات والسجون من طرف النظام القائم بالبلاد ذو الطبيعة الثلاثية اللاوطني اللاديمقراطي واللاشعبي لازلنا صامدون وعلى درب الشهداء سائرون.



الرفيق طارق
الحوار المتمدن - العدد: 3533 - 2011 / 11 / 1
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

نموت اشتياقا
نموت احتراقا
وشنقا نموت، وذبحا نموت
لكننا لن نخون .... لن نخون ...
كما لو أنك بصدد حضور مشهد سينمائي لفيلم درامي رديء من إخراج وإعداد النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي، حين تستمع للشهادة الحية لرفاق الشهيد كمال الحساني الذي فارق الحياة على إثر النزيف الذي حصل له من خلال الطعنات الغادرة الموجهة له على مستوى الرقبة والإبط من طرف مأجور حفنة الخدمة الأوفياء والمطيعين الأذلاء للنظام الرجعي القائم بالبلاد، الذين استغلوا جهل وعصبية وفقر المهمش اقتصاديا والمقصي اجتماعيا والمقهور نفسيا لارتكاب أبشع جريمة والإقدام على تنفيذ أرعن تصرف يستنكره الضمير الإنساني الحي.
فلو يسارع الزمن خطاه ويدفع نحو تحقيق الضرورة الضاحكة ليستشعر الجبناء مدى فظاعة الجرم المقترف في حق أحد خيرة أبناء هذا الوطن، ولو يعيد التاريخ نفسه ولو في شكل مهزلة ليلقن لهم درسا آخر في الشهادة على غرار ما ندم عليه طول حياته الراعي البسيط الذي وشي بمكان اختباء المناضل الأممي تشي غيفارا. لكن الأكيد أن التاريخ لا يكتب أبدا بـ"لو" بل يخط بدماء الشهداء من أمثال الرفيق المناضل كمال الحساني.
فمن يكون الرفيق الشهيد ؟ لن نطيل في الحديث عن مساره النضالي واختياراته الفكرية وقناعاته السياسية لأن : 1. انتماؤه خلال دراسته الجامعية لفصيل الطلبة القاعديين –وجهة نظر 84-.
2. اصطفافه لمعتنقي شعار الماركسية اللينينية اختيار وهوية.
3. تعلقه الشديد بالقدوة في النضال والعطاء اللامتناهي : الرفيق عبد اللطيف زروال، والرفيقة سعيدة المنبهي.
يلخص كل الكلام وهو أقصر الطرق لمعرفة من يكون هذا الشهيد. وما رفضه المطلق للإنخراط أو الإنضمام لأي إطار سياسي بعد مرحلة الجامعة وتفضيله الالتحاق بالجمعية الوطنية سوى تأكيد على السير في نهج شهداء الوطن الحر المتساوي، فكان موقعه بارزا قبل التحضير لأشغال المؤتمر العاشر حين أكد للرفاق الذين يقاسمونه نفس التصور والآمل السياسي المعقود على كادحي أبناء هذا الوطن لشق مسيرة التحرر الثوري، أن الوقت حان لتنتج الجمعية الموقف الصائب من النظام، وكان وقعه أشد حين عمل بكل ما أوتي من قوة الإقناع لشحذ الهمم واستنهاض الفعل النضالي بريف المغرب في إطار اللجان الشعبية المستقلة على كل الأحزاب والهيآت السياسية واضعا نصب عينيه ضرورة الوصول إلى تأسيس المجالس الشعبية، حيث تتمكن الجماهير الشعبية بقيادة الطبقة العاملة الطليعية في عملية التغيير الثوري من تنفيذ برنامجها السياسي واختياراتها الاقتصادية.
الأكيد أن النظام الطبقي القائم بالمغرب قد عرف كيف ينهج التصفية الجسدية وينفذ جرائم الاغتيال السياسي، وهو ما أجاده وأتقنه منذ توكيله من طرف أسياده الإمبرياليين لخدمة ورعاية مصالحهم على حساب القوت اليومي للجماهير الشعبية، والأكيد أيضا في ميزان قوى الثورة بالبلاد أن الأمر يوقد مشعلا وضاءا للنضال لا يخمد ولن يخمد إلا بإحلال نظام الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والقضاء التام على نظام الاستغلال والاستعباد.
باغتيال الشهيد كمال الحساني، أجهضت آمال وأحلام مناضل ثوري عنيد، وأنجبت معالم رمز حقيقي يحتذى به في التفاني والإخلاص لمشاغل وهموم الفقراء والكادحين، وستشكل صورته قيمة مضافة كحضوره الميداني في مختلف المعارك النضالية إلى جانب أبناء بلدته في المطالبة بالعيش الكريم. هؤلاء الذين سيتذكرونه دوما بنقاشاته الفكرية الرفيعة وبتعلقه الشديد بثوار العالم ضد الإمبريالية والرجعيات المحلية، كيف لا ؟ وصور غيفارا ولينين وشعار المطرقة والمنجل لا تفارقه حتى في مخدع نومه. فنوما هنيئا أيها الرفيق الشهيد وما مغادرتك لذويك وأحبابك ورفاقك سوى مسمار آخر يدق في نعش الأوليغارشية الحاكمة، وعهد رفاقك من بعدك الذين رددت معهم أنشودة الثورة أن لا يفلتوا حرفا واحدا من وصيتك الحمراء المتقدة دائما وأبدا.
لك أن ترتاح في مرقدك الأبدي وعيونك مفتوحة على كل المؤامرات والدسائس المحبوكة بجميع أصناف الغدر والخيانة مترقبة موعد العاصفة الحمراء التي لا تذر ولا تبقي من أحقاد الطبقية والاستغلال سوى الإسم والذكرى. ولنا لك كل الحب والوفاء وتقدير التضحية الجسيمة، وعلينا لك السير في نهجك ونهج من سبقك من الشهداء المخلصين للوطن الآتي الشامخ الكامل المتكامل : وطن المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية وانتفاء الطبقات. كيف لا نعتبرك شهيد الوطن الكامل المتكامل؟ وحروف لقبك الشخصي لا تخرج عن هذه الدائرة ؟ فيا وطن الكمال افرح وزغرد عاليا بوهب كمال الوطن للوطن : وطن المعذبين والمستضعفين، وطن الثوار والانتفاضات الشعبية العارمة.
شهيد الدرب، شهيد الفكر، شهيد القناعات الثورية الصلبة، شهيد الخط الثوري الأصيل، شهيد الشعب المغربي البطل : لن نسامح، لن نغفر، لن نطو الصفحة، ولن يمروا ... لن يمروا ... لن يمروا ... فحين يسقط الثوار تعيش الثورة، وتستمر إلى الأمام. فالمسيرة لن تنتهي إلا بانتهائهم ومحاسبتهم وعقابهم في محكمة الشعب المنصوبة غدا بسواعد العمال والفلاحين الفقراء والجنود الثوريين.
لن نثلج صدوركم شهداء شعبنا سوى بالقصاص العادل لمن ارتضوا بيع البلاد بأبخس الأثمان وهي التي ارتوت بدماء أبنائها حد الثمالة.
لن نثلج صدوركم شهداء شعبنا سوى ببناء مغرب جديد مستقل حر وعادل يكفل العيش الكريم لجميع أبنائه وبناته دون تمييز في الجنس أو اللون أو المعتقد.

التعليقات: 0

للمشاركة الاجتماعية

Twitter Facebook Favorites